الفلاسفه المسلمين
|
المسلمون |
الفلاسفه المسلمين
نشأت بواكير علم الفلسفة على يد اليونانيين قبل الميلاد، وكان من تميّز منهم في هذا المجال أفلاطون، وأرسطو، وسقراط. وقد اختلفت مناهج كلّ منهم في الفلسفة؛ فمنهم من ركّز على الجانب الأخلاقي وكيفيّة الوصول إلى المثاليّة، ومنهم من ركّز على الجانب العقلاني. وعندما جاء الإسلام لم يسجل التّاريخ ظهور فلاسفة مسلمين إلّا في مراحل متأخّرة، وذلك في العهد العباسي حيث اهتم الخليفة العبّاسي بالعلوم وترجمة الكتب الأجنبيّة، حتّى أنّه جعل لكلّ من يترجم كتاباً أجنبيّاً وزنه ذهب، وقد راسل المأمون ملك الروم طالباً منه تزويده بالكتب والمخطوطات التّاريخيّة لديه، وكان من بينها كتب الفلاسفة اليونانيين القدماء، ولقد كانت هذه أولى الخطوات التي شجّعت ظهور الفلاسفة المسلمين الذين انكبوا على دراسة الفلسفة اليونانيّة وعكف بعضهم على محاولة شرحها وربط بعض أفكارها بالدّين الإسلامي، وعند ذلك نشأت الفلسفة الإسلاميّة التي كان لها أصحابها. وقد كان موقف علماء الإسلام من الفلسفة ما بين مكفّر لمن يمارسها، وآخر كان يرى صواب جزء منها دون الآخر، وموقف المؤيّد للاشتغال بها مطلقاً، وإنّ من أبرز الفلاسفة المسلمين نذكر: فيلسوف العرب ومؤسسّ الفلسفة الإسلاميّة يعقوب بن إسحق الكندي: فقد كان عالماً موسوعيّاً ألّف في مجالات واسعة غير الفلسفة، حيث برع في الرّياضيات والفلك والطّب وعلم الأدوية. وقد كان للكندي مؤلّفات كثيرة ناهزت المئتي مؤلّف، ومن أفكاره في مجال الفلسفة تحليله لإرادة الإنسان واختياراته في الحياة، وكيف أنّ الكون محاط بعناية إلهيّة طبقاً لسنن كونيّة لا تتغيّر. وقد اعتبر الكندي من أهم الشخصيّات التي أثّرت في الفكر الإنساني. الفيسلوف محمد ابن رشد: ويعدّ من الفلاسفة المسلمين الكبار، حيث نشأ في الأندلس وترعرع فيها، وكان بارعاً في مجالات كثيرة من مجالات العلوم منها الطّب، إلى جانب اشتغاله بالقضاء واهتمامه بالفقه الإسلامي، وقد كان لابن رشد منهجاً فلسفيّاً خاصّاً اعتمد على التّحليل الفلسفي لكثيرٍ من الأمور، وقد سمّي بالشّارح لأنّه عكف على دراسة كتب أرسطو وشرحها، ومن بين كتبه تهافت التّهافت وكتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشّريعة من الاتصال. الفارابي أبو نصر محمد بن طرحان: ويعتبر من أعظم الفلاسفة المسلمين الذين درسوا الفلسفة اليونانيّة ومن بينها كتاب أرسطو حيث لقّب بالمعلّم الثّاني، وقد تمكّن من تقريب الفلسفة اليونانيّة إلى الفكر الإسلامي، كما ناقش في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة الحياة النّموذجيّة مع ربطها مع قيم الإسلام وأخلاقيّاته. ابن سينا: ويعدّ كذلك من كبار الفلاسفة المسلمين ويلقب بالشّيخ الرّئيس، وله مصنفات منها كتاب الشّفاء، وكتاب الإشارات والتّنبيه.
0 تعليقات